منهجية استمرارية الأعمال

infographics

بنية رقمية وقرارات استباقية

منذ اليوم الأول لإعلان احتمال تفشي جائحة (كوفيد -19) في جميع أنحاء العالم، وقبل الإعلان عن اكتشاف أول حالة إصابة داخل الدولة، كان الصندوق على أهبة الاستعداد لتنفيذ منهجية استمرارية أعمال أُعدّت سلفاً لمواجهة أي طارئ أو أزمة مهما كان نوعها.

وفور تنفيذ الخطة، بدأ الصندوق في اتخاذ العديد من القرارات الاستباقية التي اعتمدت على الجاهزية والتقنيات المتطورة التي تم تجهيزها مسبقاُ، والاستفادة من التحوّل الرقمي للخدمات والربط الإلكتروني مع الشركاء، وهو ما انعكست أثاره إيجاباً على تقديم الخدمات للمتعاملين من اليوم الأول للأزمة، فتناغمت خطوات فريق العمل ما بين توفير لوجستيات العمل عن بُعد، واحتياجات كوادر الصندوق لتسهيل إنجاز أعمالهم، من جانب، والقرارات التي تتعلق بالمتعاملين والشركاء وغيرها من أعمال الصندوق، من جانب آخر.

image

عناصر منهجية استمرارية الأعمال

تبنّى الصندوق أفضل الممارسات العالمية فيما يخص إدارة استمرارية الأعمال خلال جائحة (كوفيد -19) وذلك وفقاً لمنهجية علمية تم اعتمادها استباقياً، وقد أُدرج بها حلول وتدابير لمواجهة سيناريوهات أي أزمة محتملة، لاسيما وأن وضع هذه المنهجية تم وفقاً لأسلوب علمي يغطي كافة الجوانب، سواء قبل أو خلال أو بعد التعرّض للطوارئ أو الأزمات.

وهدفت منهجية استمرارية الأعمال إلى تحديد وتصنيف وفهم وإعطاء الأولوية للمخاطر، ووضع خطط من شأنها تقليل هذه المخاطر، والاستجابة لأي طارئ بطريقة مناسبة،

وتمكين الصندوق من الاستجابة بسرعة وبفعالية مع أي أزمة قد تحدث سواء كانت تقنية أو بشرية، وتم الاختبار والتدريب على كل بنودها لضمان دقتها، وبالتالي لم يكن على فريق العمل بعد تأكد تفشّي الجائحة واتخاذ قرار العمل عن بُعد، سوى تطبيق المنهجية الموضوعة سلفاً، وتفعيلها فقط بكل دقة وسرعة.

وكعادة الصندوق، تم اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية التي تتناسب مع طبيعة الأعمال، وكانت الأولوية لاستمرار تقديم الخدمات بنفس الجودة، وساعده على ذلك وجود البنية التحتية القوية والتحوّل الرقمي الكامل الذي دخل حيّز التنفيذ على مدار 3 سنوات قبل الأزمة.

infographic

محاكاة تجريبية لإدارة استمرارية الأعمال

نفّذ الصندوق محاكاة تجريبية لإدارة استمرارية الأعمال (BCM)، استهدفت التدريب على كيفية التعامل في أوقات الأزمات، و قياس المدة التي يحتاجها الصندوق لاستعادة أعماله، بناءً على عملية تحليل تأثير الأعمال (BIA)التي تحدد أولوية استعادة الخدمات حسب أهميتها وتأثيرها.

كما استهدفت التجربة قياس مدى قدرة الصندوق على مواصلة الأعمال في حالات الطوارئ والكوارث، بالإضافة إلى اختبار مدى سرعة فريق عمل الصندوق في التعامل مع الأزمة، والآليات التي يتخذها بذلك الصدد، بما في ذلك الرسائل التي توجه للموظفين أو لوسائل الإعلام في هذا الشأن.

الكوادر البشرية:

يمثّل العنصر البشري المورد الأكثر أهمية للصندوق، وكان من المهم تحديد الإجراءات المناسبة للحفاظ على المهارات والمعرفة الأساسية في حال وقوع أي طارئ، وحسب منهجية استمرارية الأعمال، تمثّلت تقنيات حماية وتطوير مهارات العاملين، في تدريب فريق العمل على وظائف متعددة والتدوير الوظيفي، وتوفير المختصين الذين يمكنهم العمل مؤقتاً، والموظفين ذوي المهارات في موقع أو أكثر، كما حرصنا على مواصلة عمليات التدريب ودعمهم بالدورات التأهيلية التي تركز على كيفية الاستجابة بفعّالية للطوارئ، وتمكين فريق العمل من القدرة على إدارة الأزمات حال وقوعها.

المكتب الذكي

بمجرد طرح إمكانية التحوّل إلى نظام العمل عن بُعد، بدأ فريق عمل الصندوق المختص، في إدارة تقنية المعلومات، بتنفيذ خطة الطوارئ واستمرارية الأعمال المتعلقة بتجهيز البنية التحتية اللازمة، فتم توفير كافة الأدوات اللازمة لفريق العمل، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وكافة الوسائل والأدوات المرتبطة بإنجاز أعمالهم حسب كل إدارة، وكذلك كافة التقنيات التي تضمن استمرار التواصل بين الفريق، مثل تطبيقات التواصل الموثوقة، وتقنيات مشاركة البيانات، مع ضمان حمايتها والحفاظ على سريتها، بالإضافة إلى تقنيات إدارة المشاريع المشتركة عبر استخدام الوسائل والأدوات المناسبة، وتزويد الجميع بها، فأصبح لدى الجميع نظام "مكتبي"، يتيح إنجاز الأعمال في أي مكان من دون الحاجة للعمل من المكتب.

إضافة إلى تمكين موظفي مركز التواصل مع جهات العمل من تلقي اتصالات واستفسارات جهات العمل عبر هواتفهم الشخصية، خلال ساعات العمل الرسمية، من أي مكان، وذلك من خلال ربط ذكي لنظام اتصالات الصندوق بهواتفهم الجوالة، عبر خاصية تحويل المكالمات.

تطبيق العمل عن بُعد

بعكس كثير من المؤسسات، لم تكن تجربة "العمل عن بُعد" جديدة على الصندوق أو وليدة لأزمة جائحة (كوفيد -19)، إذ تم تطبيق المرحلة الأولى منها قبل نهاية عام 2018، والانتهاء من تطبيقها تجريبياً بداية 2019 .

وبشكل عام يرجع نجاح تجربة العمل عن بُعد، إلى الجهود الحثيثة التي بذلها الصندوق بمختلف قطاعاته ومسؤوليه وموظفيه، خلال الأعوام الماضية، لمواكبة عمليات التحوّل الرقمي لتقديم الخدمات الحكومية وفقا لبرنامج تقني وشمولي كامل لكافة الأعمال داخلياً وخارجياً، باستخدام أحدث التقنيات لتقديم الخدمات للمتعاملين.

مراحل تطبيق العمل عن بُعد

%0

من موظفي الصندوق فبراير 2020

%0

من القوى البشرية في الصندوق مارس 2020

%0

عن بعد وفقا للإجراءات الحكومية أبريل 2020

إدارة "اتصال الأزمة"

وضع الصندوق خطة استجابة إعلامية مُحكمة للتعامل مع الأزمة، تضمّنت التعليمات والتوجيهات اللازمة بشأن كيفية إيصال الرسائل المطلوبة للأطراف المعنية داخلياً وخارجياً قبل وأثناء وبعد وقوع الأزمة، وبناءً على ذلك وبعد تعميم نظام العمل عن بٌعد، بدأ تطبيق خطة الاستجابة الإعلامية على أرض الواقع، عبر توفير بدائل الاتصال المباشر، وتحديد أهم الرسائل الضرورية للمتعاملين بفئاتهم المختلفة، ومواجهة أي شائعة قد تصدر خلال تفشى الجائحة حول استمرارية أعمال الصندوق أو حقوق المواطنين.

img-blur

وعلى المستوى الداخلي، حرص الصندوق على إبقاء فريق العمل على وعي واطلاع كامل بكافة اللوائح التنظيمية المقدمة من السلطات الحكومية وهيئة الطوارئ بشكل صحيح، والحفاظ على امتثال المؤسسة للوائح القانونية والتنظيمية، وفهم متطلبات الأطراف المعنية وحماية سمعة المؤسسة، والحفاظ عليها والتواصل مع الموظفين عبر فعاليات افتراضية مختلفة .

مؤشرات العمل عن بُعد

أثمرت تجربة العمل عن بعد بالصندوق عن العديد من المكاسب والمؤشرات الإيجابية، حيث نجح الصندوق في إنجاز %100 من عملياته عن بعد، ليتمكن من إنجاز ما يقارب (ألف) معاملة خلال أول يومين من تطبيق هذا النظام، وهو ما تخطى عدد المعاملات التي أنجزت خلال أيام الدوام الاعتيادي، فيما بلغ إجمالي المعاملات المنجزة إلكترونياً 75,699 معاملة.

التواصل والتنسيق بين الفريق

حرص الصندوق على توفير طرق مختلفة للتواصل بين جميع الإدارات في الصندوق، أهمها استخدام تطبيق ذكي واحد لفريق العمل، يستطيع الموظف من خلاله الحصول على كافة المعلومات التي يحتاجها، من الإدارة أو القطاع المختص (حسب الحاجة)، إضافة إلى جميع طرق التواصل الأخرى المعتاد استخدامها داخل كل إدارة، مثل مجموعات "واتس آب"، والبوابات الإلكترونية الداخلية، وغيرهما من التطبيقات المتعارف عليها.

img

اجتماعات افتراضية

img

عمليات مؤتمتة

img

0.0

معاملة عن بعد

متابعة الأداء

لم يتوقف الصندوق عن مراقبة أداء وقياس إنتاجية موظفيه خلال فترة العمل عن بعد لضمان استمرارية وجودة الأعمال، حيث تم تخصيص لجان عدة من قبل مدراء الإدارات للقيام بالدور الرقابي، لضمان الالتزام الكامل بتقديم المهام بنفس الجودة والسرعة التي كانت تتم في أيام الدوام الاعتيادي، وذلك عبر وضع آليات واضحة للقياس، مثل قياس إنتاجية الموظفين ومقارنتها بإنتاجيتهم في وقت الدوام الاعتيادي، والتأكد من جودة ودقة المخرجات، وتحديد الأطر الزمنية لتقديم الخدمات وتنفيذ المهام، وتسليم المشاريع،

وساهم في نجاح خطط المتابعة وقياس الأداء استخدام برنامج سنيار والذي أطلقه الصندوق العام الماضي بهدف قياس إنتاجية الموظفين وتسهيل متابعة الأداء ونسب الإنجاز، ولا سيما في فترات العمل عن بُعد، وكذلك تعزيز ثقافة عقد الاجتماعات الدورية بين المدير وموظفيه، والمساعدة على توزيع المهام الأسبوعية وتسجيلها في النظام، بحيث تكون كل مهمة مرتبطة بمؤشر تشغيلي يساهم الموظف في تحقيقه. كما استمر الصندوق في مراقبة عدد ساعات العمل، عبر متابعة الالتزام بتسجيل الحضور والانصراف إلكترونياً، يومياً، من خلال استخدام التطبيق الذكي المدرج عليه جميع الموظفين.