كلمة رئيس مجلس الإدارة
خطّطت الدولة لأن يكون عام 2020 عاماً استثنائياً، كونه عام الاستعداد للاحتفال بمرور "نصف قرن" من الزمان على قيام اتحاد دولتنا، ولكن دون التوقعات، أتى 2020 استثنائياً على العالم أجمع، ليكون العام الأصعب الذي نواجهه منذ قرون، وشكَل ظهور جائحة (كوفيد -19) اختباراً صعباً، ليس فقط لمدى قدرة الدول على التعامل مع هذه النوعية من الأزمات، واحتواء تداعياتها المختلفة، وإنما مثّل تحدياً أيضاً بشأن المضي قدماً في تنفيذ خططها التنموية ومشروعاتها الكبرى.
وكعادة دولة الإمارات وبفضل الجهود الحثيثة والدور الريادي للقيادة الرشيدة في التصدي للجائحة، استطعنا تحويل المحنة إلى منحة حقيقية، فجاءت تجربة دولتنا ملهمة في كيفية تسخير كل الطاقات وتبنّي الحلول التي تظهر مدى تكاتف الحكومة والشعب جنباً إلى جنب في تدارك هذه الظروف الاستثنائية، والقدرة على تجاوز التحديات مهما كانت صعبة، حيث رسم قادة هذا الوطن المعطاء أجمل الصور التي مثّلت نموذجاً يحتذى به، من خلال المبادرات الدؤوبة، واتخاذ التدابير الوقائية.
وبدورها أظهرت الجهات الحكومية في الدولة بشكل عام، وإمارة أبوظبي بشكل خاص، استجابة لهذه الظروف الاستثنائية، وكشفت التجربة عن مدى قوة وقدرة البنية التحتية الرقمية لمؤسسات الدولة على التكيُّف مع التغيُّرات الطارئة، مما عزز استمرارية الأعمال بنفس الكفاءة والفاعلية.
وكان الصندوق سبّاقاً في التفاعل مع جهود الدولة، إذ مثّلت رؤيته الاستشرافية نحو المستقبل والاستعداد المبكر للتحوّل الرقمي بتأسيس بنية تحتية رقمية متطورة، حجر زاوية للاستباقية والجاهزية التي ساهمت في إدارة أزمة جائحة (كوفيد -19) بطريقة ذكية، والتصدي لتداعياتها وضمان استمرارية الأعمال وفقا لمنهجية واضحة بكفاءة عالية، فكان النجاح حليفاً في إنجاز كافة عمليات الصندوق وتقديم خدماته 100% عن بُعد، مما وفّر الطمأنينة وأسهم في حفظ حقوق المواطنين المسجلين لدى الصندوق وسنواصل العمل والتطوير لتحقيق آمال ورؤية قيادتنا الرشيدة الهادفة إلى تأمين وحماية حقوق الأجيال القادمة .